بسم الله الرحمن الرحيم كل عام وأنتم بالف خير ومع بداية انطلاقة عامنا الجديد جعله الله عام خير وتفوق نرحب بالجميع ونرجوا الإستفادة من الموقع محبكم جوال التواصل مع اولياء الامور : 0531176472 الأستاذ علي الزهراني *******

الخميس، نوفمبر 25، 2010

رحلة إلى معلم الصف الأول

 

رحلة إلى معلم الصف الأول

هآنذا أغذ السير وأتفاءل بالخير قد عجلت فأدلجت وودعت الكسل vcm_s_kf_m160_137x91وقاومت الملل رحلتي طويلة ونفسي عليلة تجرفني الذكريات وتنازعني الأمنيات ,, ذكريات وتذكرات ليست ليوم أو ليومين أو لسنة أو لسنتين بل ذكريات عمرها ربع قرن ؟؟ ولكن ليست العبرة في هذا ولكن هل سأجد ذلك الرجل صاحب ذلك الفضل ؟ وأي فضل ؟ وأي رجل ؟ فلقد

كان معلمي الأول وأنا في الصف الأول . كان مخلصًا في العمل قليل الزلل عقابه هين وشخصه لين كثير الهدايا جزيل العطايا حبب المدرسة في قلوبنا وكبر العلم في عقولنا يفتر ثغره بالابتسام على الدوام تميز بكثرة العلم وصفة الحلم كنا إذا دخلنا الصف لا نريد أن نخرج وإذا خرجنا نريد أن نرجع و المعلم لا يمل من كثرة تساؤلاتنا ويصحح لنا إجاباتنا . بعد ساعات طويلة وصلت تلك المدينة والتي كانت يومًا قريةً صغيرة وبعد دقائق كنت داخل مدرستي والتي لم يتغير مكانها وما إن دخلت مع الباب تداعت ذكريات عمرها ربع قرن . فسبحان الله ما أعظم العقل البشري ؟؟ فكأني أنظر لتلك الفترة ماثلة أمام عيني فهناك كنت أتناول وجبة الإفطار وذلك الملعب شهد صولات وجولات وذلك المسرح شهد مشاركات لي متنوعة ..الخ وأصحابي ؟ آآآه يا أصحابي تفرقوا في كل مكان فصرت لا أعلم أين هم ومن هم الآن ولم يبق منهم لي إلا واحد لم أشاهده منذ ثلاث سنوات وبعضهم عرفت أنه قد رحل من الدنيا .. وهلم جرا .

دخلت الإدارة فقابلت المدير والذي قد تغير عن السابق فسألته عن ذلك المدير فقال : رحمه الله لقد مات منذ زمن بعيد فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون ..فأين المعلم عبد العزيز الفائز فقال: هو في الصف الأول . فذهبت إليه مسرعًا فطرقت باب الصف ففتح الباب فإذا هو المربي الفاضل عبد العزيز الفائزمن منطقة سدير قد كبرت سنه وأبيض شعره فازداد وقاره وعظم مقداره فسلمت عليه وقبلت ما بين عينية وسألته عن حاله ومآله فأخبرني ثم تعرفني فقلت أوما تعرفني فأطرق مليا ونظر إلي جليا ثم قال لم أعرفك حتى أنكرك ؟ فأخبرته بخبري وما كان من أمري فتبسم طويلا ثم جلس قليلا وتنهد وصوب في النظر وصعد ثم قال سعادتي بك اليوم أكثر منها بالأمس وفرحتي بلقائك أكثر من فرحتك بلقائي فغرسي قد أثمر وزرعي قد أخضر و والله ما خسرت حين تعبت ثم هش في وجهي وبش وبدا عليه الغبطة والسرور والأنس والحبور ثم جلست إليه وحادثته بما كان في ذلك الزمان وعني وعن أقراني وعن ذكريات عمرها ربع قرن ... وحقًا كان لقاءًا رائعًا استفدت منه كثيرًا فكانت خدمته في حقل التعليم التي قربت من خمس وثلاثين سنة تستحق البحث والدراسة ويستفاد منها كثيرًا وخرجت من عند ذلك المربي الفاضل وأنا أقول : والله لقد نفعتني صغيرًا و كبيرًا ..

فيا معلمي الصف الأول عليكم بالصبر في تربية أولئك النشء وكونوا مربين وآباءً لهم وضعوا تحت مربين خطًا أو خطين بل مئات وآلاف الخطوط فهنا بيت القصيد ؟ وستجنون ثمرة ذلك ولو بعد حين وسيرتقي بكم المجتمع ويكون هؤلاء النشء جيلاً صالحًا نافعًا للأمة بأسرها .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ذكريات جميلة ....